AFPAFP

الصين تسعى لتحقيق نمو نسبته 5% رغم الحرب التجارية مع واشنطن

حددت الصين هدفا طموحا للنمو السنوي يبلغ حوالى خمسة في المئة الأربعاء، متعهدة جعل الطلب المحلي المحرك الرئيسي لاقتصادها في وقت تؤثر الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة على الصادرات.

كما أعلنت بكين عن زيادة تمويلية نادرة من نوعها تسمح لعجز الموازنة لديها بأن يصل إلى أربعة في المئة هذا العام في وقت تعاني من تراجع التوظيف في أوساط الشباب وضعف كبير في الطلب من المستهلكين وأزمة ديون في قطاع العقارات.

وتوافق رقم النمو الكلي الذي أعلنه رئيس الوزراء لي تشيانغ في اجتماع سنوي للحزب الشيوعي إلى حد كبير مع استطلاع أجرته فرانس برس لآراء المحللين، رغم أن خبراء يشيرون إلى أنه طموح نظرا إلى حجم التحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني.

وسيتم خلق حوالى 12 مليون وظيفة جديدة في المدن الصينية بموجب الخطط في وقت تسعى بكين لدفع معدل التضخم لتسجيل 2% هذا العام.

وتعهد تقرير بشأن العمل الحكومي جعل الطلب المحلي "المحرك والركيزة الأساسية للنمو" مضيفا أن على بكين "التحرك بشكل أسرع للتعامل مع الطلب المحلي غير المناسب، وخصوصا الاستهلاك غير الكافي".

وفي خطوة نادرة من نوعها، قال لي إن الصين ستزيد عجزها المالي بنقطة مئوية واحدة، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عقد وقال محللون بأنه سيعطي بكين فسحة أكبر للتعامل مع التباطؤ الاقتصادي الذي تعانيه.

وقال الاستاذ المساعد في جامعة "نانيانغ للتكنولوجيا" في سنغافورة ديلان لوه إن هدف النمو سيكون "صعبا ولكنه ممكن".

وأشار إلى أن انخفاض الاستهلاك يعد "مشكلة ثقة"، مضيفا "إذا كان الناس، بناء على حساباتهم، يخشون الإنفاق، خصوصا على الأشياء باهظة الثمن، فسيكون التعامل مع الأمر أصعب بكثير".

وأشارت محللة أخرى إلى أن سياسات بكين "ليست كبيرة بما يكفي لتحسين ثقة المستهلكين فعليا".

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد لدى "ذي إيكونومست إنتيليجنس يونيت" يو سو لفرانس برس "نحتاج إلى رؤية التعافي على نطاق واسع إلى حد كبير في التوظيف والدخل وسوق العقارات قبل أن يكون بإمكاننا رؤية تغيير حقيقي في أنماط الاستهلاك واتجاه مبيعات التجزئة".

سجّلت معظم الاسواق الآسيوية ارتفاعا الأربعاء، معوضة الخسائر التي تكبدتها بعد يوم على فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية إضافية على الواردات الصينية في أعقاب خطوة مشابهة الشهر الماضي.

ويتوقع أن تؤثر الرسوم الأميركية على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وأفاد تقرير العمل الحكومي "دوليا، يشهد العالم تغيرات لا مثيل لها منذ قرن وبوتيرة أسرع".

وحذّر من أن "الأحادية والحمائية تزدادان".

وتابع "محليا، لا يعد أساس التعافي الاقتصادي المستدام والنمو في الصين قويا بما يكفي".

- القتال "حتى النهاية" -

وبلغت الصادرات الصينية مستويات قياسية العام الماضي.

تخيّم حرب ترامب التجارية التي تتسع رقعتها على اجتماع آلاف المسؤولين في قاعة الشعب الكبرى في بكين للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لانعقاد مجلس الشعب الصيني (البرلمان)، وهي الثانية ضمن الاجتماعات التي يطلق عليها "الجلستان" هذا الأسبوع.

وخلال "الجلستين"، تجري محادثات متزامنة لمجلس الشعب الصيني وهيئة استشارية منفصلة هي "المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني" الذي عقد جلسته الافتتاحية الثلاثاء.

أعلنت بكين الثلاثاء عن إجراءات من جانبها ردا على قرار واشنطن الأخير زيادة الرسوم الجمركية متعهدة القتال في الحرب التجارية "حتى النهاية".

وبناء على الإجراءات المضادة، ستفرض الصين رسوما تصل إلى 15 في المئة على مروحة من المنتجات الزراعية الأميركية بما فيها حبوب الصويا ولحم الخنزير والقمح، اعتبارا من مطلع الأسبوع المقبل.

وكتب كبير خبراء الاقتصاد المتخصصين بالصين الكبرى لدى "آي إن جي" لين سونغ إن إجراءات بكين المضادة تمثل "ردّا مخففا نسبيا" إذا ما قورنت برسوم ترامب واسعة النطاق.

وأضاف "كان من الممكن للرد أن يكون أقوى بكثير، ومع كل تصعيد إضافي تزداد مخاطر صدور رد أقوى".

يفيد محللون بأن السلطات قد تعلن عن خطط إضافية لتحفيز الاقتصاد هذا الأسبوع، تضاف إلى سلسلة إجراءات دعم قوية تم الإعلان عنها أواخر العام الماضي.

كشفت الصين الأربعاء أيضا عن زيادة نسبتها 7,2 في المئة في الإنفاق الدفاعي عام 2025، في وقت تحدّث بكين بشكل سريع قواتها المسلحة في مواجهة التوتر الإقليمي والمنافسة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

لكن التعليقات عبر الإنترنت اعتبرت زيادة الإنفاق "ضئيلة جدا"

وكتب أحد مستخدمي الإنترنت "علينا تعزيز قوتنا ليكون بإمكاننا تحقيق السلام في العالم".

يتوقع محللون بأن تزداد حدة التوتر الجيوسياسي بين بكين وواشنطن هذا العام.

ويتصدر وضع تايوان التي تحظي بحكم ذاتي وتطالب بها الصين على اعتبار أنها تابعة لها، الملفات التي تؤدي إلى التوتر بين الطرفين.

ومن شأن الإنفاق الدفاعي أن يموّل إرسال بكين المتكرر لطائرات عسكرية إلى محيط تايوان، بهدف الضغط على السلطات في الجزيرة التي تتمتع بحكم ديموقراطي.

بور-اهو/لين/ص ك


Berita lainnya dari AFP

Berita lainnya